بعد أن قمت بإنشاء مدوني وأصبحت مشغولا بكتابة الموضوعات ونشرها وتنسيق المدونة وإضافة الإضافات والانشغال بإشهار المجلة وقراءة الدروس والنصائح حول ذلك، وزيارة المدونات الأخرى وقراءة موضوعاتها والتفاعل معها والتعليق عليها ... الخ بعد كل هذا تأثر كثيرا وقت تواجدي القليل في البيت بعد عودتي من عملي بعد العصر، وأصبحت أقل اهتماما بأمور البيت والزوجة وطفلتي الوحيدة، وأصبحت أتلقى (الصفعات) اللاذعة من انتقادات زوجتي: " هل أنت متزوجني أم متزوج المدونة ؟؟ الله يخلصني من هذه المدونة على خير؟ مصيبتنا هي الانترنت، من يوم اشتركت بالانترنت وهذه المدونة لم أعد أراك إلا قليلا".
المهم لست أدري ماذا أفعل في هذه المصيبة فوقتي في البيت قليل نسبيا، فماذا عسا أن أفعل ؟ فكرت وفكرت وقرأت وقرأت في دروس إشهار المدونة، وأتذكر أني قرأت في إحدى المدونات أنه من الخطأ عدم قبول التبادل الإعلاني بين مدونتك ومدونات أخرى بحجة أن الزائر سيترك مدونتك ويذهب لغيرها، حيث إن التبادل أيضا يجلب لك زوار المدونات الأخرى، كما أن بعض الزوار سيدخل مدونتك من أجل الدخول منها لتلك المدونات المتميزة، أي أن المبدأ هو أن تعطي الآخرين فيعطوك أو أعطي تُعطى.
وبالعودة لموضوع الزوجة، فكرت بشكل مشابه بالتبادل الإعلاني بين المدونات ووجدت أن المدون الذي لا يهتم كفاية بأمر الزوجة والبيت سوف لن يكون مدونا ناجحا مهما قضى من وقت في تنسيق وكتابة وإشهار مدونته، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، كما أن البركة ستكون قليلة في الوقت الكثير مع إهمال الواجبات الأخرى، بعكس الوقت القليل مع البركة والتوفيق الكثير، كما لا ننسى دعاء الزوجة علينا، فدعاء المظلوم ليس بينه وبين الله حجاب، والمدون بحاجة لألف شخص يدعون له بالنجاح، ويخاف من شخص واحد يدعو عليه بالفشل.
فهذا هو مبدأ أعطي ذي حق حقه، فإن لنفسك عليك حقا وإن لربك عليك حقا، ولوالديك ولزوجتك وأولادك وهلم جرا، فأي مبالغة في حق المدونة على حساب حقوق الآخرين سينعكس سلبا على المدونة نفسها، فإذا أتعبت وأرهقت نفسك في السهر على أمور كمالية في المدونة فسوف تخسر صحتك، ويتراجع إنتاجك في الأمور الأساسية، وإذا ضيعت حقوق ربك فسوف تخسر توفيقه وهو أهم شيء للنجاح، وإذا خسرت رضا والديك، فاعتبر نفسك أشد المدونين فشلا في التاريخ مهما كنت ناجحا ومشهورا، وإذا خسرت زوجتك وأولادك فماذا تنفعك المدونة؟
وبالمقابل اتفقت مع زوجتي على أن تعطيني راحتي لوقت محدد من أجل المدونة لكي أكون مرتاحا وأكثر قدرة على الاهتمام بأمور البيت والأطفال، فهي بالعادة لا تحب من الأساس أن أجلس على الانترنت وأتركها لوحدها بعد أن تركتها لوحدها طوال فترة دوامي في العمل رغم أني أجلس معها في أول الوقت بعد مجيئي، لكنها ترغب لو أن كل الوقت يكون معها، المهم اتفقنا على أني لو أعطيتها كل الوقت فلن أكون سعيدا ولن أستطيع إسعادها، والحمد لله أنه قد تم الاتفاق، وبقي التطبيق، نسأل الله أن يوفقنا في التطبيق فهو الأهم وأهم من الكلام.
وبعد كتابتي لهذا الموضوع أريته لزوجتي وهذا هو رأيها أنقله كما هو بصراحة وشفافية تامة:
"لننتظر التطبيق وسوف أخبركم في التعليقات" والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شارك هذه الصفحة :
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق