عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ قُلْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ . رواه البخاري
إن الخليفة حينما يُبايع على الحكم بما أنزل الله تعالى ثم يفسق عن ذلك وجب خلعه أو قتاله ممن بايعوه . ولكن الأمر اليوم يختلف اختلافا شاسعا . فالحاكم اليوم إنما يوضع من قبل أهل السلطة ( أهل الحل والعقد) لينفذ القانون وليحكم بغير ما أنزل الله تعالى . فشخصه ليس ذا أهمية بل الأهمية لرجالات المجتمع وأهل الحل والعقد وأتباعهم الذين يشكلون ( الأعز الأكثر) . وليس علينا إزاء هؤلاء في حال عدم وجود دولة اسلامية إلا دعوتهم إلى الله تعالى وتبليغهم بلاغا مبينا فإن تابوا وآمنوا حكموا هم بما أنزل الله تعالى أو نصبوا من يحكم بما أنزل الله تعالى وإن كفروا وكذبوا فأمرهم إلى الله تعالى أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون .
إن هذا الحديث يجيز الخروج على الحاكم في حال معينة وهي أن الخليفة حينما يُبايع على العمل بكتاب الله وسنة رسوله مع كون الأعز الأكثر في المجتمع (أهل الحل والعقد) يريدون الإسلام إلا أن الخليفة أو الحاكم قد أظهر كفرًا . فيكون الحاكم بشخصه هو المشكلة فيجب هنا على أهل المجتع أهل الحل والعقد إزاحة هذا الحاكم فتنتهي المشكلة بذلك ويعود المجتمع إلى الإسلام . ولكن في حال كون (الأعز الأكثر) وأهل الحل والعقد في المجتمع لا يريدون الحكم بالإسلام _ كمجتمعنا اليوم _ فإن المشكلة لا تكمن في شخص الحاكم بل تكمن في غالبية المجتمع وأهل الحل والعـقـد فيه فإنه في هذه الحال لا ينفع قتال الحاكم أو قتله ولا يجوز ذلك لإنه : لا يغير هذا من وضع المجتمع شيئا بل يوجد ذلك لهم مبررا قويا على تحويل الصراع من صراع بين كفر وإيمان إلى صراع على السلطة . وقد رأينا في عصرنا على ذلك أمثلة كثيرة على قتل الحكام أو موتهم ثم ينصّب أهل السلطة حاكما مثله أو أسوأ منه . لأن المشكلة لا تكمن في شخصه
والأدلة على ذلك كثيرة نذكر منها :
1- فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة وتعليله لأبي بكر رضي الله عنه عدم الخروج قئلا : ياابا بكر (إنا قليل )
2- قول الرسول صلى الله عليه وسلم لمن هم في زماننا تحديدا :
قال عمرو بن زينب العنبري أن أنس بن مالك حدثه أن معاذا قال : يا رسول الله أرأيت إن كان علينا أمراء لا يستنون بسنتك ولا يأخذون بأمرك فما تأمر في أمرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمن لم يطع الله عز وجل
عن جابر بن عبد الله : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء قال وما إمارة السفهاء قال أمراء يكونون بعدي لا يقتدون بهديي ولا يستنون بسنتي فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا يردوا على حوضي ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردوا على حوضي يا كعب بن عجرة الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة والصلاة قربان أو قال برهان يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت النار أولى به يا كعب بن عجرة الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها وبائع نفسه فموبقها
عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خذوا العطاء ما دام عطاء فإذا صار رشوة على الدين فلا تأخذوه ولستم بتاركيه يمنعكم الفقر والحاجة ألا إن رحى بني مرح قد دارت وقد قتل بنو مرح ألا إن رحى الإسلام دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب الا إنه سيكون أمراء يقضون لكم فإن أطعتموهم أضلوكم وإن عصيتموهم قتلوكم قال يا رسول الله فكيف نصنع قال كما صنع أصحاب عيسى بن مريم نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب موت في طاعة خير من حياة في معصية الله عز وجل
هذه بعض الأحاديث التي تتكلم عن أزمنتنا يخبرنا فيها الرسول صلى الله عليه وسلم عن حال حكامنا ويصف لنا النجاة بأنها ليست في مجاراتهم وطاعتهم وليست في الخروج عليهم وقتالهم وإنما هي في اجتنابهم والثبات على الدين القويم وعدم ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله .صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إن الخليفة حينما يُبايع على الحكم بما أنزل الله تعالى ثم يفسق عن ذلك وجب خلعه أو قتاله ممن بايعوه . ولكن الأمر اليوم يختلف اختلافا شاسعا . فالحاكم اليوم إنما يوضع من قبل أهل السلطة ( أهل الحل والعقد) لينفذ القانون وليحكم بغير ما أنزل الله تعالى . فشخصه ليس ذا أهمية بل الأهمية لرجالات المجتمع وأهل الحل والعقد وأتباعهم الذين يشكلون ( الأعز الأكثر) . وليس علينا إزاء هؤلاء في حال عدم وجود دولة اسلامية إلا دعوتهم إلى الله تعالى وتبليغهم بلاغا مبينا فإن تابوا وآمنوا حكموا هم بما أنزل الله تعالى أو نصبوا من يحكم بما أنزل الله تعالى وإن كفروا وكذبوا فأمرهم إلى الله تعالى أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون .
إن هذا الحديث يجيز الخروج على الحاكم في حال معينة وهي أن الخليفة حينما يُبايع على العمل بكتاب الله وسنة رسوله مع كون الأعز الأكثر في المجتمع (أهل الحل والعقد) يريدون الإسلام إلا أن الخليفة أو الحاكم قد أظهر كفرًا . فيكون الحاكم بشخصه هو المشكلة فيجب هنا على أهل المجتع أهل الحل والعقد إزاحة هذا الحاكم فتنتهي المشكلة بذلك ويعود المجتمع إلى الإسلام . ولكن في حال كون (الأعز الأكثر) وأهل الحل والعقد في المجتمع لا يريدون الحكم بالإسلام _ كمجتمعنا اليوم _ فإن المشكلة لا تكمن في شخص الحاكم بل تكمن في غالبية المجتمع وأهل الحل والعـقـد فيه فإنه في هذه الحال لا ينفع قتال الحاكم أو قتله ولا يجوز ذلك لإنه : لا يغير هذا من وضع المجتمع شيئا بل يوجد ذلك لهم مبررا قويا على تحويل الصراع من صراع بين كفر وإيمان إلى صراع على السلطة . وقد رأينا في عصرنا على ذلك أمثلة كثيرة على قتل الحكام أو موتهم ثم ينصّب أهل السلطة حاكما مثله أو أسوأ منه . لأن المشكلة لا تكمن في شخصه
والأدلة على ذلك كثيرة نذكر منها :
1- فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة وتعليله لأبي بكر رضي الله عنه عدم الخروج قئلا : ياابا بكر (إنا قليل )
2- قول الرسول صلى الله عليه وسلم لمن هم في زماننا تحديدا :
قال عمرو بن زينب العنبري أن أنس بن مالك حدثه أن معاذا قال : يا رسول الله أرأيت إن كان علينا أمراء لا يستنون بسنتك ولا يأخذون بأمرك فما تأمر في أمرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمن لم يطع الله عز وجل
عن جابر بن عبد الله : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء قال وما إمارة السفهاء قال أمراء يكونون بعدي لا يقتدون بهديي ولا يستنون بسنتي فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا يردوا على حوضي ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردوا على حوضي يا كعب بن عجرة الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة والصلاة قربان أو قال برهان يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت النار أولى به يا كعب بن عجرة الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها وبائع نفسه فموبقها
عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خذوا العطاء ما دام عطاء فإذا صار رشوة على الدين فلا تأخذوه ولستم بتاركيه يمنعكم الفقر والحاجة ألا إن رحى بني مرح قد دارت وقد قتل بنو مرح ألا إن رحى الإسلام دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب الا إنه سيكون أمراء يقضون لكم فإن أطعتموهم أضلوكم وإن عصيتموهم قتلوكم قال يا رسول الله فكيف نصنع قال كما صنع أصحاب عيسى بن مريم نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب موت في طاعة خير من حياة في معصية الله عز وجل
هذه بعض الأحاديث التي تتكلم عن أزمنتنا يخبرنا فيها الرسول صلى الله عليه وسلم عن حال حكامنا ويصف لنا النجاة بأنها ليست في مجاراتهم وطاعتهم وليست في الخروج عليهم وقتالهم وإنما هي في اجتنابهم والثبات على الدين القويم وعدم ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله .صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
شارك هذه الصفحة :
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق